الوصف
يقول دولوز وغيتاري: المفاهيم بحاجة إلى شخصيات مفهومية. ونحن هنا ننطلق من العكس: الشخصيات المفهومية بحاجة إلى مفاهيم؛ فلكي نعرف أفلاطون علينا أن نعرف مفهوم المثل وليس العكس.
هذا الكتاب عبارة عن قاموس يحاول الإحاطة بأبرز المفاهيم الفلسفية التي كانت عناصرَ مكوّنةً في المذاهب الميتافيزيقية والأخلاقية والمعرفية والمنطقية والفنية. وكنتُ قد تحيّرتُ بين عناوين متشابهة: أهو قاموس؟ أم معجم؟ أم موسوعة؟ ولكني لم أجد فرقاً بيّناً لتمييز دلالات تلك الكلمات. وعموماً، فالكتاب ليس معجماً ألفبائياً، ولا هو موسوعةً شاملة، بل هو مسْرد مفهومي إذا جاز التعبير. ولكنه لا يكتفي بالتوقف عند المعاني اللغوية بل يتعداها إلى الاستعمالات الفعلية للمفاهيم لدى الفلاسفة منذ القدم إلى اليوم.
بعيداً عن التسمية، فالغاية من الكتاب هي توفير مادة علمية نافعة للباحث الفلسفي: الحر أو الأكاديمي. وما يميز هذا الكتاب أنه ليس موضوعياً بحتاً خالياً من روح الكاتب، ولا هو، بالمقابل، اجتهاداً ذاتياً منكفئاً على صاحبه. وإنما هو بين بين: يبدأ فيه المؤلف بعرض المفهوم كما تجلى في تاريخ الفكر الفلسفي، ثم يقدّم رأيه النقديّ حول ما تم عرضه.
أود أن أشير إلى أن مواد القاموس كتبتْ وكأن كل واحدة منها فصلاً مستقلاً بذاته بحيث يستطيع القارئ أن يتصفّح الكتاب من أي موضع شاء. ومع ذلك فقد راعيتُ في ترتيب المواد البعدَ الموضوعي؛ فأبدأ بالمفاهيم الأكثر أساسيةً، ثم التي تليها، أو بالمفاهيم الأكثر عمومية فالتي تعقبها في ذلك. وبما أن كل مادة مستقلة، وبما أن المفاهيم تتداخل فيما بينها فقد يحدث أن تتكرر بعض الآراء أو العروض أو الاقتباسات، وهذا مما لم أتمكن من تجنّبه أبداً، وعزائي أن في التكرار ترسيخاً للمعلومات والأفكار، وربما أن وردها في سياقات مختلفة يجعلها تتضح أكثر.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.