أيام الأمهات الجدد ولياليهن الوجودية في غرفة الحضانة
أيام الأمهات الجدد ولياليهن
الوجودية في غرفة الحضانة
إليزابيث بترفيلد
ترجمة : إلهام حسين
مراجعة: أفنان المبارك
"لم يكن ثمة شيء عديم المعنى في فترة تنشئة أطفالي، فرغم أن الكثير بدا حينها اعتيادياً بسيطاً إلا أن كل شيء كان مقدساً."
[1] - ماري هود هارت
أتذكر بوضوح لحظةً حاسمةً في الأسابيع الأولى لي كأم. كانت في أواخر ليلة من الليالي وفي لحظة من لحظات اليأس ، لا شك أني كنت قد بلغت حداً من الإنهاك لم أبلغ مثله طوال حياتي. شعرت بأني تجاوزت أقصى حدود طاقتي، فارتميت على الكرسي تغالبني دموعي حين شرعت طفلتي بالبكاء - كما هو متوقع - للمرة الألف. ولم تكن طفلتي ذات أنينٍ خافت، بل كانت في الأسابيع الأربعة الأولى تصرخ ملء فمها غاضبة، محمرة الوجه متوترة الأعضاء لائمة آمرة. وكلما شعرت بالوهن والعجز عن المضي، كانت تناديني. فاستوعبت حينها المعنى الكامل لهويتي الجديدة كأم. وأدركت أن شعوري في تلك اللحظة غير مهم، فلا أهمية لتعبي ولا لحاجتي للاستحمام، ولا لألم جرح العملية القيصرية، ولا لجوعي واكتئابي، أو لتورم ثديي واحتقانهما وتشققهما ونزيفهما. لا أهمية للحالة المزرية التي كنت عليها عموماً. ما يهم هو أن الرضيعة تبكي، وأنها جائعة وبحاجة للحليب، ولحفاضات نظيفة، وللحب، وأن ليس بإمكان غيري رعايتها. شعرت بفقدانٍ للذات مُنهِك، وبأني فقدت حرية صباي والتمركز حول ذاتي للأبد، ففي تلك اللحظة كانت احتياجاتي عديمة الأهمية. بل شعرت بأنها لن تعود مهمة كما كانت أبداً.
المقالة كاملة.