محمد زكّاري
تلقى سليمان بشير ديان تعليمه العالي في فرنسا؛ إذ هو خريج المدرسة العليا للأساتذة (École Normale Supérieure) وحاز على شهادة الكفاءة (agrégation) في الفلسفة (1978) ودكتوراه الدولة (Doctorat d’État) في الفلسفة من جامعة السوربون (1988) حيث حصل أيضًا على شهادة البكالوريوس (1977). درّس الفلسفة لسنوات عديدة في جامعة شيخ أنتا ديوب في داكار بالسنغال وفي جامعة نورث وسترن، وذلك قبل انضمامه إلى جامعة كولومبيا عام 2008. تشمل مجالات بحثه تاريخ المنطق وتاريخ الفلسفة والفلسفة الإسلامية والفلسفة والأدب الأفريقيين.
وهو مؤلف كتاب “الفن الأفريقي كفلسفة: سنغور، وبيرغسون، وفكرة الزنجية” (2011)، وكتاب “حبر العلماء: تأملات حول الفلسفة في أفريقيا” (2016)، وكتاب “منفتحون على العقل: حوار بين الفلاسفة المسلمين والتقاليد الغربية (2018). كما أن كتابه “برغسون ما بعد الكولونيالية: قوة الحياة في فكر سنغور ومحمد إقبال” (2011) حاز على جائزة دانان-بوفيري (Dagnan-Bouveret) من قبل الأكاديمية الفرنسية للعلوم الأخلاقية والسياسية عام 2011، وفي نفس العام حصل البروفيسور ديان على جائزة إدوار غليسان تقديرًا لأعماله. تشمل اهتمامات سليمان بشير ديان التعليمية الحالية تاريخ الفلسفة الحديثة المبكرة، والفلسفة والصوفية في العالم الإسلامي، والفلسفة والأدب الأفريقيين، والفلسفة الفرنسية في القرن العشرين.
ليسَ في وسعنا أن نتجاهل حقيقة ما يمرُّ به عالمنا المعاصر من تحدّيات جمَّة، وما يشهدُه من تحوُّلات تكنولوجيّة عميقةٍ، أعادت توطينَ المفاهيم الأساسية التي يقومُ عليها وجودنا الإنسانيّ، وأعادت رسمَ خرائط الهوية وجغرافيتها، ولكن أكثر ما يبرزُ للعيان ما يلحظهُ المتأملُ من صعوباتٍ في التمييز بين المحليّ والكونيّ، وبين الخاصّ والعام، وبين النسبيّ والمطلق. يضعُ هذا التحدّي الفلاسفة في معترك صراع محتدم، وتتباينُ في إثره مواقفهم بين الدّفاع عن الخصوصية والمحليّة أو ارتضاء الكونية والعالمية، لكن مع معرفتهم الدقيقة بعدم وجودِ خطوط فاصلة بين المستويين، لكنّ الأمر يستوجبُ منهم إعادة التفكير في تلك المستويات؛ لأنه بالتفكير وحدهُ يصيرُ خلاص الإنسانية أمراً ممكناً.
حذر سليمان بشير ديان من الانسياق وراء التعصُّب للخصوصية أو الكونية، بما يعوقُ كل إمكانية للتفكير بشكلٍ موضوعيّ، وبما يؤدّي إلى الانقياد وراء الإيديولوجيا نظير تلك التي دشنتها العبودية والاستعمار. ليست الخصوصية حكراً على فردٍ أو جماعةٍ معيَّنةٍ، بل يجبُ توظيفها من أجل بناءٍ كونيّ. وفي هذا الصّددِ يؤكِّدُ ديان على أهميّة الحوار بين الثَّقافات والحضارات من أجل تحقيق أفضلِ فهم لمعنى الخصوصيّ والكونيّ، ويرى أن الحوار أساسيٌّ من أجل تجنُّب الصِّراعات والنزاعات، ومن أجل بناء عالم مسالم ومتسامح. ما يزال مشروع ديان الفلسفيّ وكتاباته تسهم في إثراء الحوار الفلسفيّ، وبالأخص في القضايا والمسائل المرتبطة بالهوية وقضاياها، وكل ما يتصلُ بقضايا القارّة الإفريقية.
اعتمدَ سليمان بشير ديان على مثال السِّجن في إشارةٍ إلى طبيعة الفهم الخاطئ الذي نكوِّنهُ عن معنى الخصوصيّ، واستنكر، بشدّة، ما ينجمُ عن هذا الفهم، مشيراً إلى أنَّ السِّجن (=الخصوصية) لا تحرمُ المرء حريَّتهُ فحسب، وإنّما تقيِّدُ رؤاه ومقارباته كلِّها، سواءً كانت حقيقيةً أو مجازيةً. حينما تصيرُ الخصوصيةُ سجناً فإنها تحدُّ من إمكانيات الإنسان وتضيقهُ، بل وتحاصرُهُ، وهو ما يضيعُ عليه الفرصة في الاستفادةِ من كلّ ما هو إنسانيّ. يصيرُ “الخاصُّ”، تبعاً لهذه النظرة، حكراً على فردٍ أو شعبٍ أو كيانٍ معيَّن من دون أن يكون بوسع الآخرين اقتحامُهُ أو الولوج إليه. وفي هذا الإطار يصيرُ رفضُ هذا المفهوم أمراً مطلوباً، بل ويصيرُ التحرّرُ منه أساساً من أجل الانفتاح على أفاق إنسانية أرحب.
يطالعنا ديان بصعوبة تعريف ما يظنُّ أنَّهُ خاصٌّ، الأمر الذي يجعلُ مهمَّة حصرِ نطاقه أمراً مستحيلاً، فادّعاءُ الخصوصية أمرٌ لا يمكنُ تحديدُه على المستوى الثقافيّ، لا بمعنى أن الثقافات لا تمتلك خصوصياتها، بل بالمعنى الذي لا ينبغي لتلك الخصوصية أن تصيرَ مرضاً، أو أن تمسيّ قضية القضايا كلِّها. فالمعرفةُ ليست ملكاً حصرياً لأي شعب من الشعوب أو حضارة من الحضارات، وإنما هي إرث للبشرية جمعاء؛ لأنَّها حصيلة التفاعلِ والتبادل بينَ مختلف الثقافات الإنسانية. وحين يتعلَّق الأمر بالفكر الإفريقيّ، على سبيل المثال لا الحصر، فإنّه ليس فكراً معزولاً أو قارةً قصيَّةً عن محيط المعرفة الإنسانية، ولكنهُ يتفاعلُ معها ويؤثرُ فيها ويتأثر بها. ونظير ذلك، يمكنُ للأوروبيين والأفارقة على حدٍّ سواء تحقيق الاستفادة المتبادلةِ من بعضهم البعض.
لعلَّ المغالاة في تقدير الخصوصية تلغي أموراً ثلاثة: 1) تداخل السِّمات؛ و2) التّاريخ المشترك؛ و3) التفاعل الثقافيّ. فمن النَّاحية الأولى يمكنُ أن نعثر على خصائص ثقافية لشعب من الشّعوب، أو حضارة من الحضارات، مبثوثة في أماكن أخرى، وموجودةً لدى حضارات أخرى، قد تكونُ بعيدةً ومفصولةً جغرافياً، وأيُّ ادّعاءٍ بخصوصية تلك المعطيات الثقافية هو من باب المزايدة أو القول بالملكية التي لا يقام لها وزن في المسائل الثقافية. ومن ناحية أخرى فإنّ بين الثقافات الإنسانية تاريخاً مشتركاً، وتطوّراً قائماً على المشاركة، ومن المستحيل تحديدُ المسافات الفاصلة بين تلك الثقافات أو رصدُ عناصر الاختلاف فيها، وبالأخص على المستوى التاريخيّ. وفي الأخير يظهرُ مستوى التَّفاعل الثقافيّ ذلك الذي يحدّدُ أشكال التبادل الرمزي بين الثقافات، ويمنحُ كل ثقافةٍ حظَّها من خلال ثقافات أخرى؛ بحيث يؤدّي نفي الثقافة الواحدة إلى نفي الثقافات الأخرى بالمقابل.
ينبِّه ديان إلى خطورة التّعصّب للخاصّ؛ لأنّ ذلك يعيقُ لا محالةَ إمكانياتِ الحوار بين الثقافات، بل ويزكّي أيضاً الصراع بينها، وأمَّا تحقيقُ الفهم الأفضل لمعنى الخصوصية، فلا يتأتى إلا من خلال الانفتاح على رؤى ومقاربات تسهمُ في بناء عالم عادل ومتسامح.
ينطلقُ سليمان بشير ديان من فكرةٍ أساسية مؤدّاها أن لا وجود لقيمٍ ثقافية أصلية وخالصة، فالقيمُ “الغربية” ليست قيماً حصريةً أو خاصَّةً بالغرب نفسه، سواءً التقليديّ منها أو الحديث. وأما تلك المنطلقات التي تدّعي التميّز والأصالة فما دعواها تلك إلا رغبةً في تمييز نفسها في مقابل الآخر الذي قد يتنزّلُ منزلة العدوّ أو الشيطان. تعوق تلك الخطاباتُ التي تحملُ في طيّاتها عداءً مسبقاً نحو الآخر إمكانيات الانفتاح كلِّها، ولا يصيرُ خطابُ “الخصوصية” نافعاً إلا إذا كان بإمكانه الانفتاح على ما هو “كوني” وإنسانيّ، وفي وسعه أن يساهم في إغنائه وتوجيهه إلى القيم الإنسانية. ومنهُ كان من واجب المجتمع الدوليّ الانفتاحُ على تلك الخصوصيات المحلية والإسهام في الرفع بها إلى مستوى الكونية والعالمية.
تلك هي الأسس التي نبَّه إليها ليوبولد سيدار سينغور في نظريته عن “الزنجوية”؛ حيثُ ينظر إلى المجتمع المنفتح على أساس أنه مجتمع المشاركة، وهو الذي لا يألو جهداً في تبادُل كل ما هو فريدٌ على الصعيدين الفردي والجماعيّ. وبالتالي، فإنّ ديان يعزز ويثمّن نظريقة سينغور حول المجتمع المنفتح، فالخصوصية لا تعني على الاطلاق الانعزال أو التعصّب، ويضاف إلى ذلك أنّ الاعتداد بالخصوصية ليس معناه، على الإطلاق، الادّعاء بامتلاك هويَّةٍ جذريةٍ لا مثيل لها ولا شبيه.
لكن هل يفترضُ في الهوية أن تكون ذات جذر واحد؟
يلقي هذا السؤال بظلاله على فكرِ سليمان بشير ديان؛ حيثُ شكَّلَ مفهومُ “الهوية ذات الجذر الواحد” مدارَ صراعٍ طويلٍ وحروب كثيرةٍ عرفتها البشريةُ عبر تاريخها الطَّويل، بل استبعدت مجتمعاتٌ كلها باسمِ هذه الهوية الزائفة، وناضلتْ مجتمعاتٌ أخرى باسمها وتحت لوائها. لكن ماذا لو فكّرنا في الهوية من منظورٍ متعددّ الجذور، أو من دون جذور حتّى؟ هل كان ذلك ليغيّر شيئاً من واقع ما يعكسه مفهوم مثل هذا بالنسبة إلى البشريّة جمعاء؟
ليس يعني ذلك كلُّه سوى المطالبة بأن نفكِّر في الخصوصية، من خلال منظورٍ يسمحُ لنا بأن “نفكر في أنفسنا ولأنفسنا”، وذلك يعني، قطعاً، أن نتحمَّل مسؤولية مشاكلنا واحتياجاتنا، بدلاً من الانشغال بقضايا هامشيَّةٍ تعطِّلُ مسارَ التَّقدُّم. يومئ سليمان بشير ديان إلى أنَّ التفكير في “الخاص”، في السِّياق الإفريقي، يعني، التفكير انطلاقاً من إفريقيا نفسها، ومن منطلق متطلَّباتها وقضاياها، وبتوسُّل أساليب البحث والمفاهيم المتعلِّقة بها.
يعيدُ ديان استحضار التوجُّه الفكريّ الذي قدَّمه بولان هونتندجي والذي يرمي إلى تتبُّع نهج المقاومة في الحالة الإفريقية، فلا سبيل إلى تحرير الخصوصية الإفريقية إلا بمقاومة التَّبعية والتّهميش من دون الوقوع في فخ الإنعزالية الثقافية. كما يحذّر هونتندجي، في الوقت عينه، من الاستغراق في التَّقليد الأعمى للآخرين، بل يجب على النموذج الإفريقي أن يسعى إلى تطويعِ ما هو كوني من أجل خدمة المصلحة الإفريقية. ليست القضايا الإفريقية خاصةً – على حدّ تعبير ديان – بل هي قضايا كونية وإنسانية، والتّفكيرُ فيها لا يعدُّ – إطلاقاً – انغلاقاً على الذَّاتْ أو انحصاراً فكريًّا، وإنَّما هو مساهمةٌ في بناء “كونيّ” عادلٍ وإنسانيّ.
لا يقتصرُ دورُ الباحث – مثلما أكّد على ذلك هونتندجي – على حلِّ المشكلات المحليّة، وإنَّما هو مدعوٌّ إلى التفكير/ والسعي من أجل بناء مجتمع علميّ يسهمُ في فهم العالم وتحسينه. ليست فلسفةُ “الخصوصية” و”المحلية” في الثقافة الإفريقية أمراً زائداً على اللزوم، بل هو جوهر القضايا كلِّها، وما ينبغي إعادةُ النظرِ فيه هو وضعُ ثنائية “الخصوصية” و”الكونية” على طرفي نقيضٍ، وفق منطق إما أن الاهتمامُ بالخصوصية نفياً للكونية أو العكس.
انشغلَ سليمان بشير ديان بتصوّره لعالم ما بعد الاستعمار، وأعاد التّفكيرَ في واقع التّحرُّر الذي عاشتهُ شعوبُ المناطق المستعمرة، وركّز اهتمامهُ، مطوّلاً، على نتائج مؤتمر باندونع ([i])، والتي عدّها بدايةً نحوَ “عالم ما بعد الاستعمار”، وليس هذا العالم الجديدُ شيئاً إلا رفضاً لفكرة “العالمية” التي لطالما ارتكزت على سياق الاستعمار والهيمنة، وحاول ديان استبدالها بمفهوم ل”العالمية” أكثر إنسانية، لا تقوم على الاستعمار والتبعية بل على التّعاون والاحترام المتبادل. دعا ديان في إثر ذلك من خلال كتاباتهِ، وخاصة تلك التي عبّر عنها في منتصف ثمنانينيات القرن العشرين، إلى استبدال العالمية المجرّدة بعالمية جديدة، أي استبدال التّصوُّرات العمودية بتصوّرات أفقية يكون فيها الآخر شريكاً لا تابعاً.
لا يوجدُ أيُّ تبرير أخلاقي أو إنسانيّ للتفكير في الآخر على أنّه تابعٌ، أو النظرُ إليه من زاوية متعالية وفق نمط عمودي يجعلهُ أقل منزلةً أو مرتبةً، وإنما الأصل أن ننظر إليه بوصفه تجلياً للكمالِ والاقترانِ الذاتي الذي يضعنا في نفس المنزلة. لقد سعى المنظور العمودي للعالمية إلى ترسيخ مبدأي الإدماج والإقصاء في علاقته بالشعوب، بل سعى – أكثر من ذلك – إلى إعادة تشكيلها واختراعها بما يتوافق مع تصوّراته الخاصة، وبما يسمحُ بتحقيق الخضوع التَّام لمنطقه.
وجّه ديان سهام نقده لهذا المشروع، ورفض، بشكل منقطع النظير، حصر اهتمام المفكرين الأفارقة في القضايا الجزئية أو العرقية، بل ويؤكد أنه لا أحدَ له الحقّ في امتلاك ما هو عالميّ أو له الحق في تقديمه وفق الصورة التي يريد. إنَّ الإبقاء على هذه العالمية العمودية والدّفاع عنها لا يؤدّي إلا لمزيد من تمركز الغرب حول نفسهِ، وحصر باقي الشُّعوب في الأطراف، تلك هي القضيةُ التي ما يزالُ سليمان بشير ديان يؤكِّدُها من خلال كتاباتهِ كلِّها.
يدعو سليمان بشير ديان إلى أهمية التفكير في تعددية المراكز الحاضرية، وذلك من خلال استحضار التجارب التاريخية والحضارية لشعوب العالم، والقبول ببناء تاريخ متعدد المصادر، وليس ذلك التاريخ القائم على أحادية المصدر، أو البعد الواحد، ولا تقوم استمرارية العالم – عنده – إلا من خلال مقوم التبادل والمشاركة، في إطار فلسفة اجتماعية أساسها العالم المعيش. إنّ مفهوم “العالمية الحقة” هي تلك التي لا تفصل المركز عن الأطراف، أو تقوم العالم بناءً على معايير الفصل والتباعد، بل على أساس التعاون والمشاطرة، إن اللقاء بين شعوب العالم وعوالمه وثقافاته ينبغي أن يقوم على مبدأي العطاء والأخذ، وذلك بخلاف المركزية التي تقوم على القوة والتي ترغم الآخر على العطاء من دون مقابل. تقومُ النظرةُ العالمية الجديدةُ – عندَ ديان – على أساس الانفتاح والتّسامُح، والتضامن والتنوّع، والتبادل والحوار، والمسؤولية المشتركة.
***
يجب إعادةُ تقييم أوجُهِ التعقيد في العلاقات بين الخصوصيّ والعالمي من خلال ضرورة فهمهما بشكل مناسب. من وجهة النظر هذه، إحدى أطروحات ديان هي أنّ الخاص والعالمي لا ينتميان إلى ملكية حصرية لا ينبغي أن تكون لدينا مفاهيم مغلقة حيالها. يجب دائمًا بناء وإعادة بناء كل منهما وفقًا لمصالح الإنسانية. في هذا المنظور، لا يوجد، بالمعنى الحرفي، خاص. غالبًا ما تُستخدم عبارة التفكير في الخاص للإشارة إلى متطلبات التفكير في حقائق بلد أو كيان أو مجتمع، إلخ. ما لا يستبعد بالضرورة وضعها في خدمة الإنسانية. فيما يتعلق بأفريقيا، فإنّ التفكير في الخاص يعني فهم المشاكل والاهتمامات الأفريقية مع المساهمة في تعزيز عالمية أكثر إنسانية. يثري الخاص العالمية حقًا، ويجب على هذه الأخيرة أن تأخذ بعين الاعتبار اهتمامات كل مجتمع. في الواقع، لا يمكن فرض العالمية من خلال السيطرة أو الاستعمار، بل إنها تنتفض ضد جميع أشكال السَّيطرة والاستعمار لتمكين “لقاء العطاء والأخذ” الملائم لعالم أكثر إنسانية.
مراجع في الموضوع:
Brault, Pascale-Anne, Barbara Cassin, and Souleymane Bachir Diagne. Nostalgia: When Are We Ever at Home?. Fordham University Press, 2016.
Diagne, Souleymane Bachir, and Jean-Loup Amselle. In Search of Africa(s): Universalism and Decolonial Thought [1st ed.]. Polity, 2020.
Diagne, Souleymane Bachir, and Jonathan Adjemian. The Ink of the Scholars: Reflections on Philosophy in Africa. Codesria, 2016.
Diagne, Souleymane Bachir, and Rémi Brague. La controverse (Essais – Documents). Stock, 2019.
Diagne, Souleymane Bachir, Lindsay Turner, and John E. Drabinski. Postcolonial Bergson. Fordham University Press, 2019.
Diagne, Souleymane Bachir. Islam and Open Society Fidelity and Movement in the Philosophy of Muhammad Iqbal. Codesria, 2011.
Diagne, Souleymane Bachir. Open to Reason: Muslim Philosophers in Conversation with the Western Tradition. Columbia University Press, 2018.
Diouf, Mamadou, and Souleymane Bachir Diagne. Les sciences sociales au Sénégal: Mise à l’épreuve et nouvelles perspectives. CODESRIA (Conseil pour le Développement de la Recherche Economique et Sociale en Afrique), 2017.
Jeppie, Shamil, and Souleymane Bachir Diagne. The Meanings of Timbuktu. HSRC Press in association with CODESRIA : distributed in North America by IPG, 2008.
[i] – اجتمع في مدينة باندونج بإندونيسيا، في الفترة من 18 إلى 24 أبريل 1955، ممثلون عن 29 دولة من آسيا وأفريقيا، معظمها حديثة الاستقلال، في مؤتمر تاريخي عُرف باسم مؤتمر باندونج. وُجدّ هذا المؤتمر لأسباب جوهرية، منها:
ترأس المؤتمر الرئيس الإندونيسي سوكارنو، وضمّ نخبة من القادة السياسيين البارزين، من بينهم جمال عبد الناصر زعيم مصر، وجواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند، وتشو إن لاي رئيس وزراء جمهورية الصين الشعبية. كان لمؤتمر باندونج تأثير نفسي هائل، حيث ساهم في تعزيز حقوق الشعوب المستعمرة وأظهر للعالم قدرتها على المقاومة ضد الهيمنة الأوروبية. أدركت الدول الأوروبية، التي شعرت بتهديد متزايد لمصالحها في مستعمراتها، أنّ عليها التوجه نحو المزيد من الوحدة والبحث عن سبل للحفاظ على علاقات مميزة مع مستعمراتها. لذلك، يُعتبر مؤتمر باندونج بمثابة نقطة تحول مهمة في تاريخ العلاقات الدولية، حيث مثّل انطلاقة قوية لدول العالم الثالث على الساحة الدولية، وفتح الباب أمام حقبة جديدة من التعاون والتضامن بين هذه الدول.